قُلْتُ لَهُمْ إلاّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ)(١) قائلا : «وقوله عزّ وجلّ : (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبّي وَرَبَّكُمْ ...) شاهدٌ بلفظ الإنجيل ، فإنّه ذكر في الفصل الرابع من انجيل لوقا : قال المسيح مكتوب أن اسجد لله ربّك وإيّاه وحده فاعبد ، وهذا لفظه ، وهو النصّ على التوحيد بحمد الله تعالى». فقد أورد الشيخ الطوسي نفس هذا الموضوع برمّته في التبيان من دون ذكر للوزيرالمغربي : «وقوله (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ...) شاهدٌ بلفظ الإنجيل ، فإنّه ذكر في الفصل الرابع من إنجيل لوقا : قال المسيح مكتوب أن اسجد لله ربّك وإيّاه وحده فاعبد ، وهذا لفظه وهو صريح التوحيد»(٢).
وفي أنموذج آخر في باب تعبير (وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْر) فقد علّق المغربي على قوله تعالى : (فَتَمَّ مِيْقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً)(٣) قائلا : «لأنّه لو لم يورد الجملة على التفصيل وهو الذي يسمّيه الكتّاب : الفذلكة ، لتوهّم أنّ قوله وأتممناها بعشر أيّ كملت الثلاثين بعشر حتّى كملت ثلاثين كما يقال : ضممت العشرة بدرهمين وسلّمتها إليه» ، فقد جاء نفس هذا الكلام في التبيان : «وقوله تعالى (فَتَمَّ مِيْقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِيْنَ لَيْلَةً) ومعناه فتمّ الميقات أربعين ليلة ، وإنّما قال ذلك مع أنّ ماتقدّم دلّ على هذا العدد ، لأنّه لو لم يوردالجملة بعد التفصيل وهو الذي يسمّيه الكتّاب : الفذلكة ، لظنّ قوله :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) سورة المائدة : ١١٧.
(٢) التبيان : ٤ / ٧٠.
(٣) سورة الأعراف آية : ١٤٢.