حتّى أنّه لم يكن لديه أيّ اطلاع عمّا اقتبسه أو نقله المفسّرون مثل الشيخ الطوسي عن تفسير المغربي.
هذا ويبدو أنّ متأخّري المفسّرين من أهل السنّة اعتمدوا بأسرهم في منقولاتهم اليسيرة من تفسير المغربي على تفاسير الشيعة المشهورة مثل مجمع البيان للطبرسي ، وإنّ الآلوسي (١٢١٧ ـ ١٢٧٠هـ) كان أكثرهم نقلا في روح المعاني(١) وكذلك ابن عاشور (١٢٩٦ ـ ١٣٩٣هـ) في التحرير والتنوير(٢). فإنّه نقل قولا عن الوزير المغربي مرّةً واحدة ويبدو أنّ هذا الكلام نقله أوّلا الآلوسي في روح المعاني(٣) ثمَّ نقله رشيد رضا (١٢٨٢ ـ ١٣٥٤هـ) في المنار في تفسير القرآن وقد أشار رشيد رضا إلى مصدر الكلام وهو الآلوسي ، كما قد يمكن العثور على موارد أخرى غير هذا الموردكان قد أخذها ابن عاشور من كلام المغربي دون أن يصرّح باسمه في حين أنّ المغربي أوّل من تكلّم بها ، ولكن بما أنّه قد تكرّر منه ذكر الطبرسي فيمكن القول بأنّ المصدر الذي أخذ منه هو مجمع البيان للطبرسي(٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ٣ / ٥٩ ، ٤ / ٩٢ و ٢٣٠ ، ٥ / ٤٩ ، ٦ / ١٥٤ ، ٧ / ٥٤ ، ٨ / ٥٩ و ١٠٧. إنّ أكثر ما نقله الآلوسي قد جاء ذكره في التبيان.
(٢) التحرير والتنوير ٢ / ٥٧٦ و ٥٧٧.
(٣) روح المعاني ٢ / ٥٧ ـ ٥٨.
(٤) ومثال ذلك أنّ الوزير المغربي في (آية ٦ من سورة المائدة) يقول : «إنّ معنى قوله إذاقمتم إلى الصلاة أي عزمتم على الصلاة وهممتم بها» فقد أتى الشيخ الطوسي في