لقد ذكر القدماء هذا المصنَّف بعناوين مختلفة مثل خصائص علم القرآن(١) ، وإملاءات عدّة في تفسير القرآن العظيم وتأويله(٢) ولكنّهم لم يصرّحوا أبداً عن وجود مثل هذا الكتاب إلاّ الشيخ الطوسي ، وأنّه قلّما نعرف مفسّراً كان هذا التفسير في حوزته وقد نقل منه مثل ابن عديم في بغية الطلب وحتّى ابن طاووس (٥٨٩ ـ ٦٦٤هـ) في سعد السعود فإنّه ذكر تفاسير قيّمة مثل مصنّفات الرمّاني وأبي مسلم الأصفهاني لكنّه لم يذكر عن تفسير الوزير المغربي هذا شيئاً أبداً.
إنّ الشيخ الطوسي هو أوّل من نقل في التبيان في تفسير القرآن الآراءالتفسيرية للوزير المغربي في أكثر من خمس وخمسين مورداً مع ذكر الإسم(٣) ، فإنّ بعض هذه النصوص ـ النصوص التفسيرية المذكورة في تفسير التبيان ـ قد تناقلتها من بعده سائر التفاسير الشيعية شيئاً فشيئاً ، ومن أهمّ هذه النصوص يمكن الإشارة هنا إلى :
ـ الطبرسي (٤٦٨ ـ ٥٤٨ هـ) في مجمع البيان في مواضع عديدة.
ـ القطب الراوندي (٥٧٣هـ) في فقه القرآن (١ / ١٣ ، ١١٣ ، ١١٦ ، ٢٢٦ ، ٢٢٤ ، ٣٠٤ ، ٣٣٦ ؛ ٢ / ٩٩ ، ٢٢٥ ، ٣٣٧).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) رجال النجاشي : ٦٩.
(٢) طبقات المفسّرين للدّاوودي ١ / ١٥٦.
(٣) للاطّلاع عمّا نقله الشيخ الطوسي من تفسير الوزير المغربي وتقييمه أنظر مقالة السيّدمحمّد جواد الشبيري تحت عنوان (مصادر الغيبة) في مجلّة انتظار موعود ، العدد١٩ ، ربيع سنة ١٣٨٦ ش.