هجرت إلاّ في العهد الصفوي حيث أهملها الإخباريّون ولكنّها سرعان ما استعادت نشاطها واستمرّت حتّى عهدنا وعصرنا الحاضر.
ولكن بقي هناك سؤال وهو : هل من الصحيح أنّه لم يصنّف أيّ تفسيرقبل الشيخ الطوسي على غير الطريقة الروائية والطريقة المأثورة؟ وإذا قلنا بوجود تفاسير قبله فما هو مدى تأثيرها على تبيان الطوسي؟
منذ سنين ونتيجة لاهتمامي وتأثّري بالشيخ الطوسي وكتابه التبيان كنت أظنّ أنّ الشيخ الطوسي هو المفسّر الشيعي الوحيد بل هو أوّل مفسّر في القرن الخامس الهجري أخرج التفسير الشيعي من حالته التقليدية المأثورة والروائية المحضة وأوجد تحوّلا جديداً في التفسير الشيعي ولا زلت أعتقد بذلك ، ولكنّني اليوم لا أعتقد بأنّه الوحيد والفريد في أداء هذا الدور ، كما أنّي ولعدّة جهات لم أر تفسيره حاز قصبة السبق في هذا المضماربل هناك من سبقه وتقدّمه في ذلك التحوّل في التفسير ، فإنّ العالم الشاعر والأديب والسياسي الشيعي أبوالقاسم الحسين بن علي المعروف بالوزيرالمغربي أو ابن الوزير أو ابن المغربي قد خطا خطوته في تطوّر التفسير الشيعي بتصنيفه المصابيح في تفسير القرآن وذلك قبل نصف قرن من الشيخ الطوسي ، ولا شكّ في أنّ الشيخ الطوسي قد استفاد من هذا الأنموذج في تفسيره التبيان وقد صاغ صورة متكاملة لذلك المنهج في تفسيره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأبو الفتوح الرازي في روض الجنان ... مستلهمة من منهجية الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير القرآن.