[٤٩] وبالإسناد عن أبي(١) الحسن محمّد بن أحمد بن مخزوم ، ببغداد في الجامع سنة ثلاثين وثلاثمائة ، قال : أتى رجل معاوية فسأله عن مسألة ، فقال له : سل عنها عليّ بن أبي طالب فهو أعلم. قال : قولك فيها ـ يا أمير المؤمنين ـ أحبّ إليّ.
قال : بئسَ ما قلتَ ، ولؤم(٢) ما جئتَ(٣) به ، لقد كرهتَ رجلاً كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعزّه بالعلم عزّاً ، ولقد قال : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي(٤).
[٥٠] وبالإسناد عن جابر بن الطفيل ، قال : كان عليّ عليهالسلام يقول : إنّ أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤا به ، ثمّ يتلو هذه الآية : (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ)(٥) يعني محمّد (صلى الله عليه وآله) والذين اتّبعوه ، ولا تغيّروا ، فإنّما وليّ محمّد (صلى الله عليه وآله) من أطاع أمره ، وعدوّ محمّد من عصى الله وإن قربت قرابته(٦).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) في المخطوط : (أبو).
(٢) أي خبث.
(٣) في المخطوط : (جبت) والمثبت عن المصدر.
(٤) تاريخ مدينة دمشق ٥٩ / ٧٤ ـ إلاّ أنّه نقل «يغرّه بالعلم غرّاً» بدل من : «يعزّه بالعلم عزّاً» ، وما في شرح إحقاق الحقّ ٢١ / ١٧٠ عن تاريخ مدينة دمشق المخطوط يوافق ما في المتن.
(٥) آل عمران : ٦٨.
(٦) نهج البلاغة ٤ / ٢٢ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٨ / ٢٥٢ ، وسائل الشيعة (آل البيت) ١٥ / ٢٣٨ مع تفاوت يسير.