فقالوا : وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟
فقال : صفر الوجوه من السهر ، خَمص البطون(١) من الصيام ، ذُبل الشفاه من الدعاء ، عمش العيون(٢) من البكاء ، حدب الظهور من القيام ، عليهم غبرة الخاشعين(٣) ، قال الله تعالى في مصداق هذا الجواب : (قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ)(٤) فجعل محبّته اتّباع أمره والانتهاء عمّا نهاه عنه.
الجواب الخامس : روي عن الباقر عليهالسلام إنّه قال وقد سُئل عن هذا الخبر ، فقال : من أحبّ عليّاً عليهالسلام وعمل الطاعات قبلها الله منه ، فإن قارف ذنباً لم يكن الذنب محيطاً لطاعته ، وكان ثواب طاعته له مذخوراً وعقاب معصيته موقوفاً معلّقاً بالسيّئة. ومن أبغض عليّاً عليهالسلام لم يثبت له مع بغضه حسنة ، وكان ما يأتيه من جميل يخبطه قبيح ما هو عليه من بغضه(٥) لوليّ الله عزّ وجلّ ، فولي الله مقبولة حسناته لا يضرّ بها في ثبوتها سيّئاتٌ ، وعدوّ الله لا حسنة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الخميص : ضامر البطن. (مجمع البحرين ٤ / ١٧٠).
(٢) العمش بالتحريك ضعف الرؤية مع سيلان دمعها في أكثر أوقاتها ، والرجل أعمش والمرأة عمشاء. (مجمع البحرين ٤ / ١٤٣).
(٣) صفات الشيعة للصدوق : ١١ وص ١٧ ، الإرشاد للمفيد ١ / ٢٣٧ ، الأمالي للطوسي : ٢١٦ ، وسائل الشيعة (آل البيت) ١ / ٩٢ ، المعيار والموازنة للإسكافي : ٢٤١ ، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ٤٢ / ٤٩١ ، كنز العمّال للهندي ١١ / ٣٢٥.
(٤) آل عمران : ٣١.
(٥) في المخطوط : (يغظه).