والجواب الآخر [وهو] الثاني : أنّ الله سبحانه وتعالى آلى على نفسه ألاّ يُطعم النار لحم رجل أحبّ عليّاً عليهالسلام ، فإن ارتكب الذنوب الموبقات وأراد الله أن يعذّبه عليها كان ذلك في البرزخ ، وهو القبر ومدّته حتّى إذا ورد [على] الله يوم القيامة وردها وهو سالم آمن من عذاب الله عزّ وجلّ ، فصارت معاصيه لاتضرّه طروراً. ولا تدخله النار ، وبهذا جاء الأثر عن آل محمّد عليهمالسلام.
والجواب الآخر ، وهو الثالث : أنّ محبّة أمير المؤمنين عليهالسلام أكبر الطاعات بعد المعرفة باللّه عزّ وجلّ وبرسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ومن أتى بها مجتنباً لكبائر الآثام ، وإذا قارف ذنباً من صغار الذنوب كان مكفّراً بولاية أمير المؤمنين عليهالسلام ، فيكون المراد بقوله «لا يضرّ معها سيّئة» الصغائر دون الكبائر الموبقات ، قال الله تعالى : (إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُم وَنُدْخِلْكُم مُدْخَلاً كَرِيماً)(١).
والجواب الرابع ، وهو أصعبها وأشدّها في التأويل : إنّ من أحبّ عليّاً عليهالسلام بشرائط محبّته حضرت(٢) عليه مقاربة الذنوب ، فلم يوقع سيّئة تضرّه ، ولذلك قال أمير المؤمنين عليهالسلام للذين اتبعوه بالكوفة ، وهو متوجّه إلى النجف في الليلة الظلماء : ما أنتم؟ فقالوا : نحن شيعتك يا أمير المؤمنين. فقال لهم : لا أرى عليكم سيماء الشيعة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) النساء : ٣١.
(٢) أي منعت.