معها سيّئة ، وبغض عليّ سيّئة لا ينفع معها حسنة»(١) فقال في هذا الخبر : والقول في وجهه خمسة أوجه :
أحدها : أنّ من أحبّ عليّاً عليهالسلام وتولاّه ثمّ اقترف الآثام لغلبة شهوته وميل طباع ، فإنّه لا يخرج من الدنيا إلاّ على أحد الوجهين : إمّا أن يوفّقه الله سبحانه وتعالى لتوبة يكفّر عنه سيّئاته التي اقترفها جزاءً له على ولايته لأمير المؤمنين عليهالسلام ، فيكون خاتمته خاتمة خير وصلاح ، ولا يضرّ ما أسلفه من القبيح لما ختم به الجميل.
و [من] تعاظم ذنوبه ولا يوفّق للتوبة فيمتحنه الله سبحانه ببلاء في نفسه ، يجعله كفّارة لذنبه ، فإن عافاه من ذلك وأعفاه منه بلاه ببلاء في أهله ، فإن لم يكن له أهل أو أعفاه من ذلك بلاه ببلاء في ماله ، فإن أعفاه من ذلك أخافه وغمّه وحَزَنَه ، ليكون ذلك كفّارة لذنبه ، فإن أعفاه من ذلك عسر عليه نزعه وصعّبه عليه حتّى يخرج من دار الدنيا ولا ذنب عليه ؛ بهذا جاء الأثر عن الصادقين(٢) وتوفيقاً ، وقد قال الله سبحانه وتعالى : (وَمَا أَصَابَكُم مِن مُصِيبَة فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير)(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) وجدناه في المناقب لابن شهرآشوب ٣ / ٢ ، بحار الأنوار ٣٩ / ٢٤٨ ، كشف الغمّة ١ / ٩٢ ، ينابيع المودّة للقندوزي ١ / ٣٧٥ و ٢ / ٧٥ و ٢٥٠ و ٢٩٢ ، وفي التفسير المنسوب للإمام الحسن العسكري عليهالسلام : ٣٠٥ ، «ولاية عليّ ...» بدل من : «حبّ عليّ».
(٢) كتاب المؤمن : ٢٣ ح ٣١ باب شدّة ابتلاء المؤمن. وانظر الفصول المهمّة ٣ / ٢٩٤ باب ٢٦ المرض كفّارة لذنوب المؤمن.
(٣) الشورى : ٣٠.