الكريم ابن طاوس ـ هذا الرجل الخبير بالتراث والآثار والحديث ـ من قوله : في مزاره هو غير كتاب الإقبال ؛ لأنّ الإقبال موضوع لأعمال الشهور والأيّام من الصلوات والأدعية ، وينقل أحياناً بعض الزيارات المختصّة بالأيّام في الشهور ، فلا يقال لمثل هذا الكتاب : المزار.
والجواب عن السؤال الثاني :
إنّ هذا الخبر ـ يعدّ من الزيارات ـ المختصّة بهذا الكتاب وبتعبير الطهراني «الخصوصيّات» لهذا الكتاب ، ولابدّ لكلّ مؤلّف إذا ألّف كتابين في موضوع واحد أن يكون لكلّ واحد منهما هدف وميزة عن الآخر خاصّة بهما ؛ أمّا بالنسبة للهدف فأشار إليه ابن طاوس في مقدّمة المصباح بكون المصباح لأهل الزهادة والعبادة ، والثاني أي المزار ـ على فرض اتّحاده مع كتابنا الذي نحن بصدده ـ لعامّة المؤمنين.
ولا يخفى بأنّ ابن طاوس أشار في مقدّمة المصباح ـ مع اهتمامه بجمع الأخبار والزيارات ـ إلى استيفاء ما وقف عليه(١).
تطبيق وتبيين :
لتبيين ما أورده الطهراني من التباين الموجود بين المزار والمصباح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) انظر : مصباح الزائر : ١٥.