أوّلاً ثمّ كتب مصباح الزائر ...» مراده ما مرّ من الكلام في مقدّمة المصباح ، ولكنّ هذا من هفوات الأقلام وسقطات الألفاظ ، حيث التبس الأمر على شيخنا الطهراني وزعم أنّ ابن طاوس أشار إلى كتاب مزاره المؤلَّف قبل المصباح في مقدّمته ؛ لأنّ ابن طاوس لم يشر إلى كتاب مزاره في أوّل المصباح ولا في متنه ولا في غيره من مؤلّفاته ، وما ذكرناه هو إيماء لتوجّهه إلى تأليف في تدوين بعض الزيارات ، ولكنّه بشكل أخصر وأخفّ يناسب حال عامّة المؤمنين ، فتأمّل.
وهنالك سؤالان :
هل هذه الزيارة التي ذكرها السيّد عبد الكريم ابن طاوس كانت تحت يدعمّه لينقلها في مزاره؟
ولأىّ سبب لم ينقلها في مصباحه؟ وهو أكبر من المزار وأهمّ منه كما ذكرناه(١)؟!
أمّا الجواب عن السؤال الأوّل :
نعم ، كانت الزيارة هذه عنده ؛ وذلك أنّه نقل هذه الزيارة نفسها في كتابه إقبال الأعمال فيما يعمل مرّة في السنة(٢) ، وواضح أنّ ما أراده عبد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) من حيث جامعيته وما احتواه.
(٢) إقبال الأعمال ٣ : ١٣٠ ـ ١٣٥.