|
ولعلّك أيّها المطّلع على ما ذكرناه تستقبل العمل بمضمونه ومقتضاه وتقول : لو كان أخلاه من عمل مدينة الرسول ، واقتصر على بعض الفصول ، كان ذلك أخفّ على القلوب ، وأحسن في المطلوب». |
ثمّ أورد إيراد أهل النشاط والزهادة إذا وقفوا على عمل مختصر غير جامع لفنون الزيارات ، ومن ثَمّ قال :
|
«وربّما خطر لك هاهنا أن تقول : ماذا كان الأمر على هذا السبيل ـ وأنّ الإنسان لا يخلو من عاتب مع التكثير والتقليل ـ فهلاّ أفرد منه مختصراً يصلح لأوقات الضجر والاشتغال ، وجعل هذا المزار الكبير لساعات التفرّغ والإقبال». |
فأجاب رحمهالله نفسه عن هذا السؤال وأوعد بتأليف مزار مختصر وقال ما نصّه :
|
«فأقول : إنّ الأعمال المطلوبة من هذا العبد الضعيف ليست مقصورة على هذا العمل الشريف ، وكم يعرض الإنسان من حائل بينه وبين الإمكان ، وإن وجدنا قدرة على ما يراد من اختصار الكتاب ، سلكت إلى ذلك ما يليق بالصواب إن شاء الله تعالى»(١). |
ولعلّ ما أشار إليه الطهراني في الذريعة من قوله المارّ قبل قليل : «وهذا المزار مقدّم على المصباح ، كما أشار إليه في أوّل مصباحه ، فكتب هذا المزار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) مصباح الزائر : ٢٤ ـ ٢٥.