ثانياً : إنّه رحمهالله رأى نسخةً عتيقةً من هذا المزار في مكتبة أُستاذه العلاّمة السيّد حسن الصدر (١٣٥٤ هـ) في الكاظميّة ببغداد يرجع تاريخ كتابتها إلى عصر ابن طاوس (القرن السابع الهجري) ـ على حدّ تعبيره ـ ، فالمعلومات التي أعطاها الطهراني عن هذا المزار لم تكن معلومات ظنّيّة من بعض المصادروناشئة من تسامح هذه المصادر ، بل هي معلومات حسّيّة علميّة عن نفس الكتاب وعن نسخته الخطّيّة ، ولا شكّ أنّه رجل خبير عارف بمعرفة الكتب ونسخها.
وأخيراً : ومن الأدلّة القويّة على انتساب كتاب مزار إلى ابن طاوس أنّ السيّد غياث الدين عبدالكريم بن أحمد بن موسى ابن طاوس (٦٩٣ هـ) ابن أخي السيّد علي ابن طاوس وتلميذه والراوي عنه ينقل عن عمّه ابن طاوس في كتاب فرحة الغري في تعيين قبر أميرالمؤمنين عليهالسلام زيارةً لأمير المؤمنين عليهالسلام في يوم ١٧ من شهر ربيع الأوّل وهو يوم ولادة النبىّ(صلى الله عليه وآله) ، وذلك عن كتاب المزار لعمّه المذكور ؛ وقال ما هذا نصّه :
|
«ذكر العمّ السعيد في مزاره : إنّ الصادق عليهالسلام زار بها(١) عليّ بن أبي طالب يوم سابع عشر ربيع الأوّل ، وهي التي رواها محمّد بن مسلم ولكنّي رأيت في الروايتين اختلافاً كثيراً»(٢). |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أي الزيارة التي نقلها قبل هذا الكلام عن مزار ابن المشهدي (فرحة الغري : ٢٢٧).
(٢) فرحه الغري : ٢٢٨ ، الباب السادس : فيما روي عن الإمام الصادق عليهالسلام.