ويحتمل أن يراد بالغدر ما انطوى عليه سرائرهم من نقض العهد.
٢٧ ـ لا هُم عليه يردوا حوضه |
|
غداً ولا هو فيهم يشفع |
كلمة لا هنا عاملة عمل ليس ، ودخولها على المعارف ـ كما في البيت ـ قليل ، بل أنكره جماعة ، واستدلّ المجوّز(١) بقوله :
وحلّت سواد القلب لا أنا باغِياً |
|
سِواها ولا في حُبّها مُتراخياً(٢) |
وقوله :
إذا الجود لم يُرزق خلاصاً من الأذى |
|
فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقيا(٣) |
فتقدير الكلام ليس المنافقون الذين نقضوا عهد النبي(صلى الله عليه وآله) بواردين يوم القيامة حوضه(صلى الله عليه وآله) ، وليس النبي(صلى الله عليه وآله) بشافع لهم حينئذ.
ويحتمل أن تكون لا نافية داخلة على الفعل ، والضمير البارز تأكيداً للضمير المستتر فيه ، ولكنّه قدّم للضرورة ، فالتقدير : لا يردّون هم عليه حوضه ، ولا يشفع هو فيهم. وحذف النون من يردوا مع عدم المقتضي له(٤)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أجاز في شرح التسهيل ١ / ٣٧٧ كابن جنّي إعمالها في المعارف. (النهجة المرضية في شرح الألفية : ١٢٧ ، وفي مغني اللبيب ١ / ٣١٦ أنّ ابن جنّي وابن الشجري أجازا عملها في المعارف.
(٢) سواد القلب: سويداؤه. باغياً: طالباً. متراخياً: متهاوناً فيه. والبيت للنابغة الجعدي في شرح شواهد المغني ٢ / ٦١٣، ديوانه: ١٧١. وينظر شرح ابن عقيل ١ / ٣١٥، وفيه: عن حبِّها.
(٣) البيت للمتنبّي في ديوانه ٢ / ٥١١ ، مغني اللبيب ١ / ٣١٦.
(٤) أي المقتضي له من ناصب أو جازم.