ويحتمل أن يشار به إلى ما دبّروه من قتل عليٍّ عليهالسلام بيد خالد ...
ويحتمل أن يكون المراد بمولاهم هو النبي(صلى الله عليه وآله). وبالغَدْر ما وقع منهم ليلة العقبة من إلقائهم الدباب لينفّروا ناقة الرسول(صلى الله عليه وآله)(١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والناس معه ، وبيده جريدة ، وهو يقول : أيّها الناس ، اسمعوا وأطيعوا قول خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله) إنّه يقول : إنّي لم آلكم نصحاً! قال : ومعه مولى لأبي بكر يقال له : شديد ، معه الصحيفة التي فيها استخلاف عمر!
قال أبو جعفر : وقال الواقدي : حدّثني إبراهيم بن أبي النضر ، عن محمّد بن إبراهيم ابن الحارث ، قال : دعا أبو بكر عثمان خالياً ، فقال له : اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما عهد أبو بكر بن أبي قحافة إلى المسلمين ، أمّا بعد : قال : ثمّ أُغمي عليه ، فذهب عنه فكتب عثمان : أمّا بعد ، فإنّي قد استخلفت عليكم عمر بن الخطّاب ولم آلكم خيراً منه! ثمّ أفاق أبو بكر ، فقال : اقرأ عليّ. فقرأ عليه ، فكبّر أبو بكر ، وقال : أراك خفت أن يختلف الناس إن افتلتت نفسي في غشيتي؟! قال : نعم. قال : جزاك الله خيراً عن الإسلام وأهله ، وأقرّها أبو بكر من هذا الموضع! (تاريخ الطبري ٢ / ٦١٨).
وروي عن سُليم بن قيس الهلالي المتوفّى سنة ٧٦هـ أنّه لمّا اُحضر عليّ عليهالسلام للبيعة مكرهاً قال : لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي تعاقدتم عليها في الكعبة : إن قَتل الله محمداً أو مات لتَزْوُنَّ هذا الأمر عنّا أهل البيت! فقال أبو بكر : فما علمك بذلك؟ ما أطلعناك عليها. فقال : أنت يا زبير ، وأنت يا سلمان ، وأنت يا أبا ذرّ ، وأنت يا مقداد ، أسألكم بالله وبالإسلام أما سمعتم رسول الله يقول ذلك وأنتم تسمعون : إنّ فلاناً وفلاناً حتّى عدّ هؤلاء الخمسة قد كتبوا بينهم كتاباً وتعاهدوا فيه وتعاقدوا أيماناً على ما صنعوا إن قُتلت أو متّ؟! فقالوا : اللهمّ نعم ، قد سمعنا رسول الله يقول ذلك لك : إنّهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا ، وكتبوا بينهم كتاباً إن قتلت أو متّ أن يتظاهروا عليك وأن يزووا عنك هذا ، يا عليّ ... (كتاب سليم : ١٤٩).
(١) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام : ٣٨٩ ، الاحتجاج ١ / ٦٥ ، بحار الأنوار ٢١ / ٢٣١ ، و ٢٨ / ٩٩.