هذه الحياة الدنيا(١).
وفي البيتين إشارة إلى الملاحم التي وقعت بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وآله) من اجتماعهم في ظلّة بني ساعدة واختيارهم أبا بكر للخلافة ، وعدم اعتدادهم بما سمعوه من النبي(صلى الله عليه وآله) في حقّ عليٍّ عليهالسلام ، وما احتجّت به العصابة الممتنعة من بيعة أبي بكر من الدلائل الواضحة مع علمهم بأنّ علياً عليهالسلام أفضل الصحابة وأورعهم وأشجعهم وأقدمهم إسلاماً ، كما قال : والله لقد تقمّصها ابن أبي قحافة ، وإنّه ليعلم أنّ محلّي منها محلّ القطب من الرحى ، ينحدر عنّي السيل ، ولا يرقى إليّ الطير ، إلى آخره(٢).
وروي عن سلمان أنّه قال : إنّ القوم ارتدّوا بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلاّ مَن عصمه الله بآل محمد(صلى الله عليه وآله) ، وإنّ عليّاً بمنزلة هارون من موسى ومن تبعهما .... ، فأمير المؤمنين عليهالسلام في سنّة(٣) هارون ، وعتيق في سنّة السامريّ ، وسمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول : «لتركبنّ أمّتي سنّة بني إسرائيل حذو النَّعل بالنَّعل ، والقذّة بالقذّة ، شبراً بشبر ، وذراعاً بذراع ، وباعاً بباع ، حتّى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه»(٤)(٥).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الاحتجاج ١ / ١٨٨ ، اليقين في إمرة أمير المؤمنين عليهالسلام : ٣٠ ، بحار الأنوار ٢٢ / ٣٦١.
(٢) نهج البلاغة : ٣٠ خطبة رقم ٣ الشقشقية.
(٣) كذا في الاحتجاج ، وفي (خ) : شبه ، وكذا في الموضع الآتي.
(٤) حديث متواتر مشهور ، ينظر : كتاب سليم بن قيس : ١٦٢ ، سنن ابن ماجة ١ / ٣٠ ، خصائص النسائي : ٣ و ٤ و ١٨ و ٢٥ ، حلية الأولياء ٤ / ٣٥٦.
(٥) الاحتجاج ١ / ١١٣ ، بحار الأنوار ٢٨ / ٢٨٤ ، اللآليء العبقرية في شرح العينية الحميرية : ٤٩٧ ، الروض النضير في معنى حديث الغدير ـ لنا ـ : ٢٧٢.