يصدع ، أي يفرّق بين الحقّ والباطل ، أو يبين الأمر إبانة لا تنمحي كما لا يلتئم صَدْع الزجاجة ، ففي الكلام استعارة ، والمستعار منه حسّي ، وهو كسر الزجاجة ، والمستعار له عقليّ وهو التبليغ ، والجامع أيضاً عقلي ، وهذا مأخوذ من قوله تعالى : (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ)(١) أي بلّغ تبليغاً مؤثّراً كمال التأثير.
والصَّدْع : هو الشَّقّ.
پس بدان خدمت رسول الله شتافت |
|
آنكه از فرمان حق مو مى شكافت |
١٧ ـ يخطب مأموراً وفي كفّه |
|
كفّ عليّ ظاهراً(٢) يلمعُ |
١٨ ـ رافعها أكرم بكَفّ الذي |
|
يرفع والكفّ الذي(٣) يُرفَعُ |
قوله : يخطب في محلّ الحال من فاعل قام ، أي قام خطيباً. والكفّ مؤنّثة في الاستعمال المشهور لكونها من الأعضاء المزدوجة ، وربّما مذكّر ، فيقال : كفّ مُخَضَّب ، وأوّله بعضهم بالساعد واستعمل في البيت على الوجهين.
نعم ، في بعض النسخ : والكفّ التي تُرفع ، فلم يستعمل مذكّراً ، وكذا لو قيل بإضافة الكفّ إلى الذي من باب الضرورة في إضافة ذي اللام.
وقوله : ظاهراً إمّا حال من المضاف على لغة تذكير الكفّ ، أو من
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الحجر : ١٥ / ٩٤.
(٢) في الديوان : نورها.
(٣) في الديوان : التي.