لهارون ، فنكَثوا ووقفَ(صلى الله عليه وآله) بالموقف أتاه جبرئيل عن الله ، فقال : يا محمّد ، إنّ الله يقرؤك السلام ، ويقول لك : إنّه قد دنا أجلك ومدّتك فاعهد عهدك ، وقدّم وصيّتك ، واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء فسلّمها إلى وصيّك وخليفتك من بعدك حجّتي البالغة على خلقي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فأقمه للناس عَلَماً ، وجدّد عهد وميثاقه وبيعته.
فخشي رسول الله(صلى الله عليه وآله) قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرّقوا ويرجعوا جاهليّة لما عرف من عداوتهم ، ولما تنطوي عليه أنفسهم لعليّ عليهالسلام من البغضة ، وسأل جبرئيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس ، فأخّر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرئيل فأمره أن يعهد عهده ، ويقيم عليّاً [علماً](١) للناس ، ولم يأته بالعصمة حتّى أتى كراع الغميم(٢). فأتاه جبرئيل وأمره بما أتاه به من قبل الله(٣) ولم يأته بالعصمة.
فقال : يا جبرئيل : إنّي أخشى قومي أن يكذّبوني ولا يقبلوا قولي في عليّ عليهالسلام.
فلمّا بلغ غدير خمّ أتاه جبرئيل على خمس ساعات من النهار بالزجر والانتهار ، والعصمة من الناس ، فقال : يا محمّد ، إنّ الله يقرؤك السلام ويقول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) من المصادر.
(٢) بين مكّة والمدينة.
(٣) من المصادر.