بمنزلة هارون من موسى»(١) فتذكيرهم بعد سؤالهم عن الوصيّ قضيّة بني إسرائيل وهارون دليل واضح على أنّ المَفْزَع بعده هو عليّ بن أبي طالب الذي هو منه بمنزلة هارون من موسى ، وهذا يدركه من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد(٢).
هر كه بودى صاحب گفت وشنيد |
|
زين سخن فكرش بمقصد ميرسيد |
وروى أبو رافع مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنّه قال أبو بكر لعائشة : سَلي رسول الله وقولي له : إن كان الله يقضي بأمر فمَن لأُمّتك من بعدك؟
فسألته عائشة ، فقال(صلى الله عليه وآله) : يا أبا رافع ، انطلق فادعُ لي فلاناً وفلاناً وجماعة من المهاجرين والأنصار ، منهم أبو بكر وعمر ، فدعاهم فأقبلوا إليه ، فقال(صلى الله عليه وآله) : ادعُ عليّاً عليهالسلام ، فدعوته فأقبل وجلس عن يمين النبي(صلى الله عليه وآله) ، فأمر النبي(صلى الله عليه وآله) الجماعة أن يسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين ، فسلَّموا بأجمعهم.
فقال عمر : يا رسول الله ، عن أمر الله ، أو عن أمرك ، وذلك في الحياة ، أو بعد الوفاة؟
فقال(صلى الله عليه وآله) : بل بأمر الله ورسوله ، في حياتي وبعد وفاتي ، وقال : يا عمر ، إنّه من أطاع الرسول فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصَى الله تعالى. انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) حديث متواتر مشهور ، ينظر : المعيار والموازنة : ٧٠ ، شرح الأخبار ٢ / ٢٠٤ ح ٥٣٣ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ١٦٤ ، كنز العمّال ١١ / ٦٠٢ ح ٣٢٩١٥.
(٢) اقتباس من قوله تعالى : (إنّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ ألْقى السَّمعَ وَهُوَ شَهِيْدَ) ق ٥٠ / ٣٧.