قد هرب ولا يرجع إليكم أبداً ، فاجمعوا إليَّ حليّكم حتّى أتّخذ لكم إلهاً تعبدونه.
فلمّا اتّخذ إبليس لهم العجلَ قال للسامريّ : هات التراب الذي عندك ، فأتاه به وقد جمعه من تحت حافر رملة جبرئيل ، فألقاه في جوف العِجل ، فتحرّك وَخَارَ ونَبَتَ له الوَبْر والشَّعَر ، فسجدوا له وكانوا سبعين ألفاً ، وكلّما نهاهم هارون عليهالسلام عنه لم ينتهوا ولم يرجعوا إلى قوله(١).
وقوله : فالترك له : أي إن كنتم تصنعون مثل صنيع بني إسرائيل بهارون وقد كان خليفة لنبيّهم عليهالسلام ، فالترك لذكر المفزع والسؤال عنه :
أوْدَع لكم : أي أرْوَح من الدَّعَة ، وهو الراحة والخَفْض ، إذ لا مؤاخذة مع الجهل ، ولا تكليف قبل البيان ، و (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلاّ ما آتاها)(٢) و «الناس في سعة ما لم يعلموا»(٣) ، ويتمّ الحجّة عليهم بعد الإعلام (وما كُنّا مَعَذّبِينَ حتّى نَبْعَثَ فِيْهِمْ رَسُولا)(٤).
گفت اگر روشن بيارم شرح حال |
|
ميكنيد از بهر مهر جاه ومال |
همچه نادانان گوساله پرست |
|
ترك هارون پس نگفتن بهتراست |
قوله : إذاً : أي حين سماعه لهذا المقال ، فإنّه(صلى الله عليه وآله) قال مراراً : «عليّ منّي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) التفسير الصافي ١ / ١٣١.
(٢) سورة الطلاق : ٦٥ / ٧.
(٣) المعتبر ٢ / ٤٧٨ ، عوالي اللآلي ١ / ٤٢٤ ح ١٠٩.
(٤) الإسراء : ١٧ / ١٥.