أعِدْ ذِكْرَ نُعَمَان لَنا إنّ ذِكره |
|
هو المِسكُ ما كَرَرْتَهُ يَتَضَوَّعُ(١) |
وكبدي اسم كان أي كان كبدي تلذع بالنار.
يقال : لَذَعَتْه النار ـ بالذال المعجمة ـ : إذا أحْرَقَتْه.
والكَبِد ـ بفتح الكاف وكسر الباء ، وربّما يسكن ، وربّما يكسر الكاف مع تسكين الباء ـ : معروف يذكّر ويؤنّث ، وهو الأكثر.
والمحصّل : إنّ كبدي كأنّها تُحرق بالنار لما هَزَلَني وأنْحَلَني من حبّها وهواها ، بل نار العشق أقوى تأثيرها في هَزْل البدن من النار المحسوسة وحرارتها.
وقد أجاد من فسّر البيت بالفارسية :
گويا بود از غم آن سروناز |
|
زآتش هجران جگر اندر گداز |
٨ ـ عَجِبتُ من قوم أتَوا أحمداً |
|
بِخبطة ليس لها مَوْضِعُ |
عدل عن تشبيه إلى غرضه الأصلي من إنشاء القصيدة ، ووجه المناسبة أنّه كما انْدَرَسَت دار المحبوبة كذلك تَهدَّمت أركان الهدى ، وانْطَمَسَت آثار التُّقى ، وتوحَّش بيت بيت ، وانمحت أعلام الرسالة بغَصْبهم حقَّ الأوصياء من آل الرسول(صلى الله عليه وآله) ، ونَصْبهم العداوة لأولاد البتول ، وإعراضهم عن الحقّ إلى الباطل ، وإيثارهم العاجل على الآجل ، وصدّهم عن السبيل ، فهم لا يهتدون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يتضوّع : ينتشر. والبيت لمهيار الديلمي. ينظر : المجدي في أنساب الطالبيّين : ٩١ ، عمدة القارىء ١ / ٢٨ ، بحار الأنوار ١٧ / ١٦٦.