إذا اسْودّ جُنْحُ الَليْلِ فلتأتِ ولْتكُن |
|
خطاك خِفافاً إنّ حُرَّاسَنا اُسْدَا(١) |
وله ـ على حكي عن ابن خالويه ـ خمسمائة اسم كـ : البَيْهَس ، والدَّوْكَس ، والفَدَوْكَس ، والكَهْمَس ، والهِرْماس ، وغيرها.
وكُناه أيضاً كثيرة ، كـ : أبي الأبطال ، وأبي الشِّبل ، وأبي العبّاس ، وغيرها.
وفي حياة الحيوان : أنّه أشرف الحيوان المتوحّش ، إذ منزلته منها منزلة الملك المهاب لقوّته وشجاعته وقَساوته وشَهامته [وجهامته] وشراسة خلقه ، ولذلك يضرب به المثل في القوّة والنَّجْدة والبَسالة وشِدّة الإقْدام والجُرْأة والصَّوْلة(٢).
وفي بعض النسخ : «والوَحْش» بدل «والاُسد».
والخِيفة والخَوْف والمَخافة ـ بالخاء المعجمة ـ : بمعنىً. كالفَزَع والذُّعْر ؛ يقال : أفْزَعْته : إذا أخَفْته.
والمحصّل : إنّ هذا المنزل لخلوِّه عن الساكن ، وعرائه عن الماء والنبات ، تتوحّش وتنفر عنه الطير ، وقد صار موضع المَخافة بعد أن كان مستأهلا ومنزلا للمحبوبة حتّى أنّ الأسد مع كمال جُرأته لا يمرّ إليه ولا يسكن فيه من مَخافته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ينسب إلى عمرو بن أبي ربيعة ، ولم يوجد في ديوانه. ينظر : تفسير البحر المحيط ٤ / ٤٤٠ ، مغني اللبيب ١ / ٣٧ رقم ٤٧.
(٢) حياة الحيوان الكبرى ١ / ٥.