ويحتمل أن يكون من راحَ الرجل : إذا دخل في وقت الرَّواح ، وهو نَقيض الصَّباح(١) ، كما في قوله تعالى : (غُدُوُّها شَهْرَ وَرَواحُها شَهْرٌ)(٢). يقال : راحَ نقيض غَدا ، ومنه المُراح للمكان الّذي تأوي إليه الماشية فَتَرُوح عنه الطَّيْر ، أي : تخرج عنه في وقت العشاء بقرينة التَّعدية بحرف المجاوزة ، فإن قيل : تَروح إليه الطير ، كان المعني تدخل إليه. حينئذ وحشيّة على الأوّل خبر ، وعلى الثاني حال ، والتأنيث لمكان الجنسية المستفادة من اللام ، كما في قوله : (وَالطَّيْرُ صَافّات)(٣) والوَحْشِيّ من الحيوان : ما لا يأنس بإنسان.
ويقال : أرض وَحْشية ، إذا كانت قَفْراء لا يَأْنَس بها حيوان لخلائها عن الماء والعشب.
قال الشاعر :
لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل(٤) |
|
...................... |
والأسْد : بضمّ الهَمْزَ وسكون السِين : مخفّف من الأُسُد ـ بضمّتين ـ
وهو مقصود من الأسود جمع الأَسَد ـ بفتحتين ـ : وهو حيوان معروف بالجُرْأَة والشجاعة.
قال الشاعر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) قيل : الرَّواح من لدن زوال الشمس إلى الليل. لسان العرب ٢ / ٤٦٣.
(٢) سبأ : ٣٤ / ١٢.
(٣) النور : ٢٤ / ٤١.
(٤) هذا صدر بيت لكثيّر عزّة في ديوانه : ٥٠٦ ، لسان العرب ١١ / ٢٢٠. وعجزه : يَلوحُ كأنَّهُ خِلَل.