الشرك ، البطين من العلم(١).
والأخبار من هذا القبيل متواترة لا يكاد تحصى ، فلا يستبعد المطّلع عليها لما ذكرناه. وفي قوله عليهالسلام : «وما ذاك على الله بعسير أن يغفر لمحبّ جدّي» إشارة إليه أيضاً.
هذا مع أنّه قد سلف أنّ من أنشد شعراً في الحسين وأبكى كتبت له الجنّة ، فلا غَرو في أن يكتب الله الجنّة للسيّد المشار إليه بقصيدته المشار إليها ، وقد قال فيه وفيها رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما قال.
وكيف كان فهي من القصائد الممدوحة على لسان المعصوم عليهالسلام ، وقد رأيتُ أن أشرحها شرحاً مفصّلا لا يغادر ما فيها من النكات والإشارات ، وما يتعلّق بها من الآيات والروايات ، فعاقني عن ذلك عوائق الدهر الخوّان ، وهزاهز نكبات الزمان ، فاقتنعتُ عن البحر بالقطرة ، وعن القنطار بالبَدْرَة(٢) ، واقتصرت على ما تيسَّر لي في الحال ، متوكّلا على الله في جميع الأحوال ، فقلت مع تشتّت البال :
قال :
١ ـ لأُم عَمرو باللِّوى مَرْبَعُ |
|
طامِسةٌ أعلامُهُ(٣) بَلْقَعُ |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ / ٥٢ ح ١٨٢ ، مناقب الخوارزمي : ٢٩٤ ح ٢٨٤ ، بحار الأنوار ٢٧ / ٧٩ ح ١٣.
(٢) البَدْرَة : كيس فيه مقدار من المال يُتعامل به ويُقدّم في العطايا ، ويختلف باختلاف العهود. المعجم الوسيط ١ / ٤٣.
(٣) في الديوان أعلامُها.