فقال عليهالسلام لي : يا فضيل ، لمن هذه القصيدة؟
فقلت : هذا للسيّد إسماعيل الحميري.
فقال عليهالسلام : يرحمه الله.
فقلت : يا مولاي ، إنّي رأيته يرتكب المعاصي.
فقال عليهالسلام : يرحمه الله.
فقلت : يا مولاي ، إنّي رأيته يشرب النبيذ نبيذ الرستاق.
فقال : تعني الخمر؟
قلت : نعم.
قال : يرحمه الله ، وما ذاك على الله بعسير أن يغفر لمحبّ جدّي عليّ ابن أبي طالب شرب الخمر.
فقلت : الحمد لله على ولايته ومحبّته ، ثمّ إنّي أكملت هذه القصيدة إلى آخرها وهو عليهالسلام مع ذلك يبكي(١).
قيل : لم يكن سؤال الكاظم عليهالسلام بقوله : «لمن هذه القصيدة؟» لجهله عليهالسلام بمنشئها مع كونها من القصائد المعروفة ، بل لأنّه كان يريد أن يدعو له ويظهر للفضيل فضله ، ولا يخفى أنّ دعاءه له مع أنّ الفضيل ادّعى رؤيته يشرب الخمر كان باعتبار أنه تاب ولم يطّلع عليه الفضيل ، فعرَّفه الإمام عليهالسلام.
وأقول : يحتمل أن يكون مراده عليهالسلام إظهار كمال عناية الله بمحبّي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) منتخب الطريحي : ٣١٥.