وقال : إلهي أنت الشاهد عليَّ وعليهم إنّي أعلمتهم أنّ الغاية والمفزع عليّ بن أبي طالب ، وأشار بيده إليه ، وهو جالس بين يديه صلوات الله عليه.
قال عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام : فلمّا فرغ السيّد [إسماعيل الحميري](١) من إنشاد القصيدة التفت النبيّ(صلى الله عليه وآله) إليَّ ، وقال لي : يا عليّ بن موسى الرضا ، احفظ هذه القصيدة ومُر شيعتَنا بحفظها ، وأعلمهم أنّ مَن حفظها وأدمنَ قراءتها ضمنت له الجنّة على الله تعالى.
قال الرضا عليهالسلام : ولم يزل جدّي يكرّرها عليَّ حتّى حفظتها منه(٢).
قيل : لعلّه عليهالسلام لمّا كان متشوّقاً إلى مشاهدة جمالهم عليهمالسلام لم يخطر بباله حفظ تلك القصيدة بمجرّد استماعه لها.
وروي عن فضيل بن عبد ربّه أنّه قال : دخلت على الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ، فقلت له : يا سيّدي ، إنّي أُنشدك قصيدة للسيّد إسماعيل الحميري.
قال : أجل ، ثمّ إنّه عليهالسلام أمر بستور فسدلتْ ، وأبواب ففتحتْ ، وأجلس حريمه من وراء الستر ، ثمّ قال : أنشد ـ يا فضيل ـ بارك الله فيك.
فأنشدته قصيدة السيّد التي أوّلها : (لأمّ عَمرو باللوى مربع).
فلمّا بلغت إلى قوله : (وَوَجْهه كالشَّمْسِ إذْ تَطلعُ) سمعت نحيباً من وراء الستر ، وذلك بكاء أهل بيته وعياله ، وبكى هو أيضاً عليهالسلام لأنّه كان رقيق القلب ، سريع العبرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) من البحار.
(٢) بحار الأنوار ٤٧ / ٣٢٨.