أرض كأنّها كافور ليس فيها أشجار ، فقال لي : أتدري لمن هذه النخيل؟
فقلت : لا.
فقال : لامرىء القيس ، فاقلعها واغرسها في هذه ، ففعلتُ.
فلمّا أصبحت أتيت ابن سيرين ، فقصصتُ رؤياي عليه ، فقال : أتقول الشعر؟
قلت : لا.
فقال : أما إنّك ستقول مثل شعر امرىء القيس ، إلاّ أنّك تقوله في قوم طهرة.
فما انصرفتُ إلاّ وأنا أقول الشعر»(١) ، انتهى.
فهو من النوابغ في الشعر. قيل : جمعت من شعره ألفين ومائتي قصيدة ، وزعمت أنّه لم يذهب عنّي منه شيء.
فبينما أنا ذات يوم إذ أنشد رجل شعراً ، فقلت : لمن هذا؟ فقالوا : للسيّد.
فقلت في نفسي : ما أراني في شيء بعد الذي جمعته(٢). انتهى.
وعن الشيخ الطوسي قدسسره في أماليه : أنّ آخر ما قاله السيّد إسماعيل الحميري من الشعر عند احتضاره حين ابيضّ وجهه بعد اسوداده هذا الشعر :
أُحب الذي مَن مات مِن أهل وِدِّهِ |
|
تلقَّاه بالبشرى لدى الموت يضحكُ |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) محاضرات الأدباء ١ / ٨٧ ، نفس الرحمن في فضائل سلمان : ٢٣٢.
(٢) الأغاني ٧ / ٢٣٦ و ٢٣٧.