فطريق الجمع في ذلك حمل ما دلّ على ذمّ الشعر والشعراء على المشتمل منه على الكذب والباطل ، وهجاء المؤمنين ، وتمزيق الأعراض ، كما في كثير من أشعار شعراء الجاهلية ، كإمرىء القيس وأضرابه (١).
وما دلّ على المدح على ما دلّ على حكمة وموعظة ، وبيان حقّ ، وردع باطل ، ومن ذلك القبيل ما أنشدوه في مراثي الحسين عليهالسلام : وقد روى أبو هارون المكفوف أنّ الصادق عليهالسلام قال له : «يا أبا هارون ، أنشدني في الحسين عليهالسلام.
قال : فأنشدته [فبكى].
فقال لي : أنشدني كما تنشدون ـ يعني بالرقّة ـ ، فأنشدته :
أمْرُرْ على جَدَثِ الحُسَيْـ |
|
ـنِ فَقُلْ لأعظُمِهِ الزَّكيَّة |
فبكى ، ثمّ قال : زدني. فأنشدته القصيدة الأخرى ، فبكى ، وسمعت البكاء من خلف الستر.
فلمّا فرغت قال : يا أبا هارون ، مَن أنشد في الحسين عليهالسلام شعراً فبكى وأبكى عشرة كتبت لهم الجنّة ، ومن أنشد في الحسين عليهالسلام شعراً فبكى وأبكى خمسة كتبت لهم الجنّة ، ومن أنشد في الحسين شعراً فبكى وأبكى واحداً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كما في أبياته الماجنة في معلّقته :
أفاطم مَهْلا بعضَ هذا التدَلُّل |
|
وإن كنتِ قد أزْمَعْتِ صَرْمي فأجْملي |
أغَرَّكِ منّي أنّ حُبَّكِ قاتِلي |
|
وأنّكِ مهما تأمري القلبَ يفعلِ |
ينظر شرح المعلّقات السبع للزوزنى : ١٣ ـ ١٥.