إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تراثنا ـ العددان [ ١١٣ و ١١٤ ]

تراثنا ـ العددان [ ١١٣ و ١١٤ ]

264/478
*

سيحلّ عليهم في ذلك اليوم ، وجاء حمّالونا يتوسّلون إلينا قائلين : إنّهم يبيعون الكبش بريال إفرنجي ، وتوسّلوا إلينا أن ننعم عليهم بذلك ، فاشتريت وأعطيتهم ، مع أنّهم لم يستحقّوا ذلك ، إذ لم يقوموا في الليلة السابقة بواجبهم في الحراسة ، وناموا منذ بداية الليل ، ولم يقوموا بمهامهم إلاّ بعد أن أجبرناهم على الاستيقاظ.

قبل نصف ساعة من غروب الشمس قام الأعراب من بني عنيزة بصفّ جمال الحاجّ صالح الحملة دار الكاظماوي ـ الذي كان رجلاً شجاعاً ومقداماً ـ وكان عددها سبعين بعيراً ، وكانوا يهمّون بنهبها ، وحمّلوها لهذه الغاية ، فلحق بهم الحاجّ مهدي شقيق الحاجّ صالح مع رجاله ، وانتزعوا منهم أربعين بعيراً بعد عراك وقتال ، ولم يتمكنوا من استرجاع الثلاثين الباقية. خلاصة القول : إنّها كانت معركة غير متكافئة تعكس غربة الحجيج وظلامتهم ؛ اجتمع ما يقرب من ثلاثمئة رجل من بني عنيزة مدجّجين بالأسلحة من البنادق والهراوات والرماح والسيوف والخناجر ، وأحاطوا بالحجّاج من كلّ جانب ، وأيقنا بأنّهم سينقضّون على الحجاج في الحال وينهبون منهم أموالهم ، حتّى جاء كبار بني عنيزة وحالوا دونهم ودون الهجوم على الحجيج ، وعمدوا إلى تفريقهم ، وفي هذه الأثناء جاء أحد أفراد عبد الله بن سعود من الدرعية وهو مبارك الظاهري ومعه مئة رجل يحملون السلاح ، وادّعى بأنّه قد نُصّب من قبل أمير أمراء الحجيج أميراً على الحاج ، وأنّ عبد الله قد صرّح بأنّ الحجّاج قد سلكوا طريق الجبل على خلاف أمره ، ولذلك فإنّهم يستحقّون القتل ،