ذلك الماء المخزون أو ماء الآبار ، وحتّى الأنهار).
ـ كما وصف الشيخ حمود بن مراد قائلاً : (أرسلت بعض الرجال إلى حمود بن مراد كبير سوق الشيوخ ، وله منزلة ومكانة مرموقة عند الباشاوات في بغداد ، وتقع البصرة تحت تصرّفه أيضاً ، وكما يقول الشيخ المذكور : إنّه يقيم في موضع واحد من سوق الشيوخ ... وقد دأب على أداء صلاة الصبح ، لينام بعد ذلك إلى الظهر ، حيث يستيقظ ، ثم يذهب إلى الصحراء للخلوة ، ويعود بعد ذلك قبل انقضاء النهار بساعة ، ثمّ يصلّي الظهرين ، وبعد ذلك يصلّي المغرب والعشاء ، ثمّ يتناول الطعام ويفرغ منه عند انتصاف الليل ، ثم ينشغل بالمجاهدة حتّى الصباح ؛ ليصلي ثمّ ينام وهكذا دواليك ...).
ـ وصوّر الظلم الذي تعرّض له الإيرانيون ، ولم يسلم منه حتّى زعيمهم وسيّدهم الميرزا رضا قلي ؛ إذ يقول : (ماذا أقول إذ وقع الميرزا تحت وطأة هؤلاء القساة الذين لا يرعون للضيف إلاّ ولا ذمّة ، فكان يمشي معهم مسرعاً مستسلماً لقدره ومصيره ، حتّى بلغوا به إلى حيث خيمتهم ، وبدأوا يجرّدونه من ثيابه ، فأخذ واحد غطاء رأسه ، ومال آخر إلى جبّته ولفاعه ، وأخذ آخر على عاتقه مهمّة الجلاّد فشهر سيفه ووقف على رأس الميرزا ، وجاء أحدهم بالسلاسل ليضعها في قدميه ، وقال آخر : سنركبه على جمل ونأخذه معنا. خلاصة الكلام : أنّ الميرزا المسكين وقع بين أشداق هؤلاء الأشقياء وحيداً مظلوماً ، لا يعرف حيلة للخروج من تلك المصيبة).
ـ (قضى ما يقرب من ألف أو ألفي حاجّ من العجم حيث مرضوا تحت