والذي ظهر لي بعد التطبيق أنّ الأوراق المكمّلة بخطّ العلاّمة السيّد مصطفى الخوانساري والتي هي منقولة عن نسخة المحدّث الشيخ عبّاس القمّي كلّها مطابقة لكتاب مزار الشهيد الأوّل من خطبته إلى غيرها ، وليست من مزار المفيد.
وعلى هذا فإنّ هذه النسخة المنسوبة إلى الشيخ المفيد ناقصة من أوّلهابقدر صفحة واحدة أو أكثر من الخطبة إلى قوله : (وإذا وردت إن شاء الله مدينة النبىّ(صلى الله عليه وآله) فاغتسل ...).
فراجعتُ المصادر ورأيتُ أنّ ثمّة مزاراً ثانياً منسوباً ـ في بعض المصادرـ إلى الشيخ المفيد بعنوان : المزار الكبير ، وهو الذي ينقل عنه العلاّمة المجلسي في موسوعته الحديثيّة بحار الأنوار كما ذكرنا ، وقد أخبرت سماحة السيّد الأبطحي وقال لي : بأنّي صوّرتُ عن هذه النسخة عندما كانت ضمن مكتبة العلاّمة السيّد مصطفى ابن العلاّمة السيّد أحمد بن محمّد رضا الحسيني الصفائي الخوانساري ـ قدّس الله نفسه الزكيّة ـ كما أنّ عليها خطّ والده العلاّمة السيّد أحمد الصفائي (١٣٥٩هـ) ، علماً بأنّ هذه المكتبة بعد وفاة العلاّمة السيّد مصطفى انتقلت إلى مكتبة الآستانة الرضويّة على صاحبها آلاف التحية والثناء ، فتفحّصتُ في الفهارس الخاصّة التي كتبت لنسخ هذه المكتبة والتي انتقلت إلى مشهد المقدّسة وكذا في فهارس الآستانة الرضويّة فلم أعثر على نسخة الأصل ، فمرّت سنوات وأنا أتفحّص عن أصل هذه النسخة وغيرها من نسخ الكتاب ، فاقتصرنا في تحقيق هذا المزار المنسوب إلى شيخنا المفيد ـ