أعلى الله مقامه ـ ونشره على صورة هذه النسخة النفيسة والدرّة اليتيمة عسى أن يفتح الله لي أبواب كرمه ولطفه مرّةً ثانيةً لإكمال عملنافي هذا الكتاب ؛ فالله خير ناصر ومعين ..
هل هذا المزار للشيخ المفيد؟
ليس لدينا خبرٌ عن هذا المزار الكبير ونُسَخِه من زمن الشيخ المفيد (٤١٣ هـ) إلى عصر العلاّمة المجلسي (١١١٠ هـ) الذي هو أوّل من استخرج زياراته في موسوعته الكبرى بحار الأنوار ، وكذا لم يذكره تلميذا الشيخ المفيد الشيخ الطوسي (٤٦٠ هـ) وأبو العبّاس النجاشي (٤٥٠ هـ) في فهارسهما ، نعم ذكر النجاشي عند ترجمة أُستاذه الشيخ المفيد كتاب المزار الصغير(١) ، وهو عين كتاب المزار الصغير المطبوع باسم الشيخ المفيد سابقاً الذي نُسَخُه متداولة في المكتبات ، ولا ريب في صحّة نسبة هذا المزار الصغير إلى الشيخ المفيد ؛ وذلك من خلال أسانيده والكتب التي نقلت عنه ، كما ذكرنا ذلك سابقاً ، كما أنّ المفيد التزم في أوّل مزاره الصغير المطبوع أن يكون ملخّصاً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) لعلّ أسماء الكتب التي أوردها الشيخ في فهرسه هي كتبٌ قرأها أو سمعها عن الشيخ المفيد حيث يقول في آخر كلامه في الفهرست : ٢٣٩/ ١٢٦ : «سمعنا منه هذه الكتب كلّها ، بعضها قراءةً عليه ، وبعضها يقرأ عليه غير مرّة وهو يسمع» ، وهذه الكتب غيرالكتب التي أجازه الشيخ المفيد لروايتها ، ولا يخفى أهمّية القراءة والسماع وأولويّتهما من بين الطرق السبعة لتحمّل الحديث ؛ فلاحظ.