ذلك إكثاره من الحديث في مناسبات متفرّقة عن تناول المسهلات وتحريك أمعائه على مدى اليوم أربع مرّات أو اثنتي عشرة مرّة!
كما نجده أحياناً يقع في بعض الأخطاء الفاحشة ، من ذلك اعتباره يوشع بن نون وصيّاً لنبي الله عيسى بن مريم عليهالسلام ، مع أنّه وصيّ لموسى بن عمران عليهالسلام بداهة!
وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الهنات لا تقلّل من شأن وقيمة هذه الرحلة لما تشتمل عليه من الصور المعبّرة والهامّة الأخرى في رصد بشاعة تلك الحقبة ، والظلم الذي كان يلقاه الحجّاج في طريق الحجّ تحت ظلّ السيطرة الوهابية ، سواء أكان ذلك بعلمهم أو بغير علمهم ، فالحكمة تقول : (إن كنت تدري فتلك مصيبة ، وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم). فإنّ الظلم والتعسّف الذي لاقاه الحجيج في رحلتهم هذه يفوق حدّ التصوّر ، فقد فرض عليهم أمير مخوّل من قبل عبد الله بن سعود يدعى مبارك الظاهري ـ ويصفه المؤلّف أحياناً بـ : (مبارك اللامبارك) ـ إجراءات قاسية للغاية ، وكان يتشدّد في جوره وظلمه وتعسّفه في أخذ الأموال من الحجّاج بما يفوق طاقتهم ، وقد يعجزّهم أحياناً ، ومع ذلك كان يرهقهم حدّ إزهاق الأرواح والأنفس ، وكان يضطرّ القافلة بأجمعها إلى التوقّف وعدم الضعن إلى حين استيفاء النقود من بعض الممتنعين عن الدفع بسبب عجزهم ، وقد تكرّر منه حبس القوافل حتّى أدّى ذلك بقافلة حجيج كربلاء إلى عدم إدراك موسم الحجّ من عام ١٢٣٠ للهجرة ، فانقسمت القافلة على نفسها شطرين ، شطر آثر العودة من