أهمّية اللغة العربية بالنسبة له ، حيث نراه يصرّ على اختيار عناوين عربية لكتبه بما في ذلك هذه الرحلة على ما عرفت ، وتبلغ غيرته على اللغة العربية ذروتها حتّى تجده يدفع مكافأة تشجيعية لرجل ينطق كلمة (أقول) بشكلها الفصيح ، ولا يقول (أگول) كما هو دأب الكثير من سكّان البادية العربية ، وذلك إذ يقول : (أعطيت (أقول) خمسة أرباع رومية) ، وأوضح ذلك في الهامش قائلاً : كان هناك شخص يقول : (أقول) ولا يتلفظ حرف القاف من غير مخرجه الصحيح في اللغة العربية الفصحى.
إطلالة على الرحلة :
يُعتبر كتاب تذكرة الطريق في مصائب حجّاج بيت الله العتيق من كتب الرحلات ، وقد رصد وقائع حدثت قبل ما يقرب من قرنين من الزمن ، في الفترة ما بين عام ١٢٣٠ ـ ١٢٣٢ للهجرة الموافق لـ ١٨١٥ ـ ١٢١٧ للميلاد. وإنّ هذه الرحلة التي استغرقت كتابتها ما يقرب من العامين (من ٢٦ / شوال / ١٢٣٠) إلى (١٦ / جمادى الأولى / ١٢٣٢) وإن كانت لا ترقى إلى مستوى غيرها من الرحلات الأخرى ـ من قبيل : رحلة ابن جبير المعروفة بـّ اعتبار الناسك في ذكر الآثار الكريمة والمناسك في ذكرها لأدقّ التفاصيل والمشاهد التي مرّ بها في رحلته من الأندلس إلى البقاع المقدّسة وغيرها ـ إلاّ أنّها تبقى صالحة لتمثّل شاهداً تاريخيّاً على بعض الحقائق والظواهر الملفتة للانتباه ، والتي تزوّد الباحث بالأدلة الملموسة التي تدعم حجته في إثبات بعض