واصلت هذه السلالة حكمها على مناطقها تحت الوصاية البريطانية ، واستبدلت فيما بعد لقب النوّاب ـ الذي اشتهر به ملوكها ـ بلقب البرنس أو الأمير ، وتتضح أواصر العلاقة الوثيقة بين هذه الأسرة والإدارة البريطانية السياسية فيها في أكثر من موضع من هذه الرحلة ، ومن ذلك الموضع الذي يسأله فيه عبد الله بن سعود عن أوضاع الهند ، فأخذ مؤلّف الرحلة يعدّد له الكفاءة الإنجليزية في تنظيم الشؤون الإدارية للمملكة وحسن تعاملهم مع الناس! وتتجلّى عمق العلاقة هذه بشكل خاص عندما نواكب المؤلّف في طريق العودة والوصول إلى البصرة ومنها إلى بغداد ، حيث يحضى باستقبال خاصّ من قبل القنصل البريطاني في كلّ من البصرة وهو المستر كهون ، وقنصلها الآخر في بغداد المستر رايخ ، وبالإضافة إلى الحفاوة الخاصّة التي حضي بها من قبل القنصل البريطاني في البصرة ، فقد وضع القنصل تحت تصرّفه سفينته الخاصّة ليذهب على متنها في رحلته إلى بغداد.
يتكشّف لنا من خلال هذه الرحلة أنّ المؤلّف يتمتّع بقريحة شعرية حيث يستهلّ كلّ فصل من فصول رحلته ببعض الأبيات الشعرية كتمهيد للدخول في تفاصيل أحداث تلك الفصول ، إنّ هذه الأشعار وإن كانت لا ترقى إلى مستوى القصائد العصماء ، ولكنّها تشهد للمؤلّف بتمكّنه من الوزن والقافية ، ويمكن اعتباره لذلك ناظماً أكثر منه شاعراً ، وتعطيه الحقّ في أن تسمعه طبقاً للتصنيف الرباعي للشعراء.
وعلى الرغم من كتابة المؤلّف للرحلة باللغة الفارسية ، ولكنّه لا يخفي