وحين البحث في غرفة سماحة السيّد وفِّقْت لرؤية صورة نسخة المزار وقد كُتِب على كيسها المختوم مزار الشيخ المفيد ، فاستعرتها من جنابه مع جملة كثيرة من الأوراق بل الدرر والغرر واستنسختها ، وبعد ذلك بدأتُ بمطالعة ما أتحفني به السيّد الأبطحي حتّى وصلتُ إلى رؤية أوراق هذاالكتاب ، وفي بادئ الأمر تصوّرت أنّها صورة من المزار الصغير للشيخ المفيد والذي حقّقه السيّد نفسه وطبعه وكذا طُبِع عنه ضمن موسوعة مؤلّفات الشيخ المفيد رحمهالله ، ولذا أردتُ أن أمرّ عليها وأتركها لزمان آخر ، ولكنّي رأيت أنّ النسخة المستنسخة كبيرة الحجم بينما المزار المطبوع صغيرجدّاً ـ وهو موافق لوصفه بالصغير ـ ، فظننتُ أنّها شيئاً آخر أو أنّها عدّة صور من المزار الصغير ، ففتحت باب الكيس وفتّشتُها فلم تكن إلاّ نسخة واحدة بخطّ واحد ، ولكنّها كبيرة غير المزار الصغير المطبوع ، والنسخة كانت من ممتلكات مكتبة آية الله الصفائي الخوانساري ، علماً بأنّ أصل المخطوطة كانت بخطّ والد صاحب المكتبة ، وقد كتب في آخرها :
|
«لقد وقع الفراغ من استنساخ هذا المزار الشريف ـ بعون الله وتوفيقه ـ الذي هو من مؤلّفات شيخ الشيوخ حجّة الفرقة الناجية ، ممدوح الحجّة صاحب العصر والزمان ـ عليه وعلى آبائه سلام الله وتحيّاته ـ محمّد بن محمّد بن النعمان المشتهر بالمفيد ، بيد العبد الآثم ، في شعبان المعظّم بعد مضيّ اثني عشر |