قصّتي مع كتاب المزار الكبير للمفيد :
في أثناء عملي في مشروع تحقيق (مصادر بحار الأنوار) ـ حدود سنة ١٤٢٦ هجرية ـ دخلتُ بصحبة سيّدنا المحقّق وأُستاذنا العلاّمة السيّد محمّد رضا الحسيني الجلالي ـ طوّل الله عمره الشريف ومتّعنا بطول بقائه ـ على العلاّمة الكبير والمحدّث المحقّق آية الله السيّد محمّد باقر الموحّد الأبطحي ـ مدّ الله له في العمر السعيد ، ومتّعه الله بالعيش الرغيد ، والذي صرف عمره الشريف لخدمة مذهب أهل البيت عليهمالسلام وإحياء علومهم وفضائلهم ومناقبهم ـ لكي نستفسر عمّا عمله هو في تحقيق مصادر البحار أو التي هي قيد التحقيق في مؤسّستهم المسمّاة باسم الإمام الحجّة المهدي ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ ، فهو ببشاشة وجهه وكرمه ولطفه أعطانا مفتاح غرفته التي جمع فيها صور المخطوطات التي صوّرها منذ مدّة طويلة من هنا وهناك ، والأوراق المسوّدة التي عمل فيها أو استنسخها وحقّقها في هذه الفترة ، كما سمح لي بأخذ صورة ممّا أُريده عمّا جمعه؛ ومن منن الله تعالى عليّ بأن جعلني أعيش في وسط هؤلاء الأعلام الكبار وتربيتهم لي بالمسامحة والصبر وكرم النفس والجود؛ وكم حريّ بهم قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «المؤمن هيّن ليّن سمح ، له خلق حسن ، والكافر فظّ غليظ له خلق سيّئ ..»(١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الأمالي للطوسي ١ : ١٨٩.