شهيدهم عثمان بن عفّان الذي أحرق المصاحف وحكَّم بني أميّة في رقاب المسلين فاتّخذوا مال الله دولاً وعباده خولا ، والجرح الآخر هو جرح بالكتاب دمي لعلّها إشارةٌ إلى القرآن الذي اتّخذه عثمان ملاذاً له فحمله في يده لينجوا من نقمة الأمّة التي رأت منه ومن آل أميّة الويلات ، وأمّ المؤمنين تنادي اقتلوا نعثلاً؟!! فقتل وتلطّخ ذاك القرآن بدمه.
وقد نسي أن يذكر في شعره سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله) وريحانته ولم ينبس لسانه في مظلومية أبي عبد الله الحسين عليهالسلام بكلمة قطّ ، أو أنّه تناسى أو لم يعر له أهمّيّةً ، فيا ليته أدرك قول شاعرنا الشيعيّ في مصاب خامس أصحاب الكسا ليعلم أيّ جرح بالكتاب دمي وذلك حيث قال مخاطباً أبا الأحرار عليهالسلام :
أروحك أم روح النبوَّة تصعد |
|
من الأرض للفردوس والحور سجّد |
ورأسك أم رأس النّبيِّ على القنا |
|
بآية أهل الكهف راح يردِّد |
وصدرك أم مستودع العلم والحجى |
|
لتحطيمه جيش من الجهل يعمد |
إلى أن يقول :
وأيّ ذبيح داست الخيل صدره |
|
وفرسانها من إسمه تتجمّدُ |
ألم تك تدري أنّ روح محمَّد |
|
كقرآنه في سبطه متجسِّد |
فلو علمت تلك الخيول كأهلها |
|
بأنَّ الذي تحت السنابك أحمد |
لثارت على فرسانها وتمرّدت |
|
عليهم كما ثاروا بها وتمرَّدوا(١) |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) القصيدة للسيّد محمّد صالح بحر العلوم.