إلى أن يقول فيها :
خلائف الله جلُّوا عن موازنة |
|
فلا تقيسنَّ أملاك الورى بهم |
من في البريَّة كالفاروق معدلة |
|
وكابن عبد العزيز الخاشع الحشم |
وكالإمام إذا ما فضَّ مزدحماً |
|
بمدمع في مآقي القوم مزدحمِ |
الزّاخر العذب في علم وفي أدب |
|
والناصر النَّدب في حرب وفي سلمِ |
أو كابن عفّان والقرآن في يده |
|
يحنوا عليه كما تحنوا على الفُطمِ |
ويجمع الآي ترتيباً وينظمها |
|
عقداً بجيد الليالي غير منفصمِ |
جرحان في كبد الإسلام ما التأما |
|
جرح الشهيد وجرح بالكتاب دمي |
وما بلاء أبي بكر بمتَّهم |
|
بعد الجلائل في الأفعال والخِدَمِ(١) |
ولا يخفى على القارئ الكريم أنّ الشاعرين الحافظ وشوقي كانا زميلين معاصرين ولكن هكذا شاءت الأقلام فذاك يقول حرَّقت دارك وهذايقول كالفاروق معدلةً؟!!
لا أدري لعلَّ مقولة حرّقت دارك تعدُّ من تواضع عمر؟! ولعلَّ الّذي أحرق الدار واجترأ هو عبد الله بن سبأ الّذي ليس له في التاريخ ذكرٌ ولا نبأ ، ولا ندري كيف شبَّ ونشأ ومن أين شرع وبدأ ، وإلى أيِّ دلج زجّ واختبأ وبأيّ جحر ثوى وانكفأ؟!!.
هذا وترونه كيف يتألّم لجرحين في كبد الإسلام ما التأما أحدهما جرح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) ديوان أحمد شوقي ٢ / ٢٠٦.