إن كان أحمد خير المرسلين فذا |
|
خير الوصيِّين أو كلُّ الحديث هبا(١) |
فإنّ القراءة التاريخية لشعراء الشيعة ترى فيها قوَّة احتجاج واستقامة منطق موافق لرسالة السماء وما جاء به الأنبياء من قبل في منهجيَّتهم التي رسمتها لهم السماء وخطَّها لهم الله سبحانه وتعالى من وصاية وتوارث للنبوَّة وللأسرار الإلهيّة.
أمّا القراءة التاريخية لشعراء السنَّة وأبناء العامّة فهي عادةً ما تخلط الحابل بالنّابل وتصلح بين الحقِّ والباطل والظلمات والنور ، وتجعلهما في هدف ومسير واحد!! حيث ترسم من الإجرام والاعتداء ومحاربة أهل بيت الرسالة حكمةً أو شجاعةً ونبلاً وذاك مانراه جليّاً في شعر الحافظ إبراهيم في قوله :
وقولةٌ لعليٍّ قالها عمر |
|
أكرم بسامعها أعظم بملقيها |
حرَّقت دارك لا أبقي عليك بها |
|
إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها |
ما كان غير أبي حفص يفوه بها |
|
أمام فارس عدنان وحاميها(٢) |
فإن كان هذا هو فصل الخطاب فلا ملامة إذن ولا عتاب على كلِّ إجرام وغصب وانتهاب.
وهذه قراءةٌ تاريخيَّةٌ أخرى ينقلها لنا أمير شعرائهم أحمد شوقي في ميميَّته التي مدح بها رسول الله(صلى الله عليه وآله) والتي مطلعها :
ريمٌ على القاع بين البان والعلم |
|
أحلَّ سفك دمي في الأشهر الحرم |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الغدير ٥ / ١٥.
(٢) الغدير ٧ / ٨٦.