فعلى هذا لا يبعد أن يكون هذا المزار الكبير المنسوب إلى الشيخ المفيد هو من مصادر السيّد ابن طاوس والشهيد الأوّل في كتابيهما ، وهما كاناقد أخذا هذه الزيارات من هذا المزار المنسوب إلى الشيخ المفيد.
وبناءً على هذا الحدس أرى من المهمّ أن أبحث ماهيّة هذا المزار المنسوب إلى الشيخ المفيد وكذا علاقة مزاري ابن طاوس والشهيد الأوّل بالمزار المنسوب إلى المفيد.
وحريّ بالذكر أنّه لا شكّ بأنّ لابن طاوس والشهيد مصادر في تلك الزيارات ، وهذه الزيارات والأخبار من حيث النصوص هي ـ في الواقع ـ امتدادخطّ لكتاب المزار من التهذيب للشيخ الطوسي (٤٦٠ هـ) ، وكذا الطبقات السابقة عنه كالشيخ المفيد (٤١٣ هـ) وابن داود القمّي (٣٧٨ هـ) وابن قولويه (٣٦٨ هـ) .. ومن ماثلهم ، وكذا الطبقات السابقة عنهم أعني محمّدبن علي بن الفضل بن تمّام الكوفي (أوائل ق٤)(١) ، الذي كان كتابه المزار من مصادر مزار ابن داود القمّي والذي يروي عنه بلا واسطة(٢) ، ومن ثمّ كتبت كتب المزار من قبل أصحاب الأئمّة الهداة عليهمالسلام الذين مرّ ذكرهم فيما سلف آنفاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) يروي عنه الشيخ الصدوق في مسجد أمير المؤمنين عليهالسلام بالكوفة (كما في الأمالي : ١٨٩/٨ ، و ٢٥٨/ ١٢ ، و ٣١٥/ ٤ ، وفي كتاب النبوّة على ما في قصص الأنبياء ١ : ٢٤٩/٧٠) ، وسمع منه التلعكبري وأجازه سنة ٣٤٠ هـ (الرجال للطوسي : ٤٤٣/ ٧٠ ؛ وانظر : نوابغ الرواة في رابعة المئات للشيخ الآقا بزرك الطهراني : ٢٩٠ ـ ٢٩١).
(٢) فرحة الغري : ٢٢٣ ـ ٢٢٥.