قتلتم خير من ركب المطايا |
|
وخير الشيب طرّاً والشبابِ(١) |
فإنَّ لشعر شعراء أهل البيت عليهمالسلام والفرقة الناجية معان تفوق كلَّ مناظرة بحيث تسدُّ على الخصوم طرق الحجاج واللجاج وتنبِّههم ـ إن انتبهوا ـ عن الزيغ والاعوجاج.
ولا أنسى ذات يوم رأيت أحد السادة المحقِّقين متألِّماً متأوِّهاً قد احمرَّت عيناه لما يضجُّ في حشاه ويعجُّ فسألته عن سبب تألُّمه وما يبدو عليه من تذمُّر فأجابني قائلاً قرأت مقالةً لأحد السلفيِّين يتهجَّم بها على سيِّدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين عليهالسلام بأنّه عليهالسلام خرج عن حدِّه فقتل بسيف جدِّه ، وإنِّي كما تراني متوقِّداً غضباً متوجِّعاً أبحث عن جواب شاف لهذا اللعين الحقود المبغض ، فلمّا سمعت مقالته حضرتني أبيات كنت قد حفظتها من كتاب الغدير فقلت له على الفور أراك تعثر على الجواب الشافي من رائيّة الشيخ الصالح بن العرندس حيث يقول :
فويل يزيد من عذاب جهنَّم |
|
إذا أقبلت في الحشر فاطمة الطُّهر |
ملابسها ثوبٌ من السمِّ أسودٌ |
|
وآخر قان من دم السبط محمرُ(٢) |
فرأيته وقد استبشر وعلت شفتيه ابتسامة كشفت عنه غمّه واهتضامه وأخذ يتشكّر ويقول أجل هو الجواب الكافي ، ولمّا أريته القصيدة برمَّتها عثر فيها على أبيات تحوم حول هاتين البيتين ممّا زادت في ابتهاجه وارتياحه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) كامل الزيارات : ١٦٠.
(٢) الغدير ٧ / ١٧.