الشيعة لحديث من كنت مولاه في شعرهم ، يجعل القارئ لكتاب الغدير واقفاً على أنَّ يوم الغدير كان منعطفاً تاريخيّاً عظيماً وخطيراً وفي غاية الأهمِّية بحيث اعتنت به السماء وبلَّغ له الرسول(صلى الله عليه وآله) جهاراً في العراء ، وقد تفاقمت من بعده الأحداث لمّا أعرضت عنه الأمَّة في السقيفة دون اكتراث.
فإنَّ عرض العلاّمة للأدب الشيعيّ بهذا الكمّ الهائل وهو يحاول الاختصار والاقتضاب منه رعاية لعدم الإطناب والإسهاب حيث أشار إلى مطالع من قصائد لم يذكرها مشيراً إلى مصادرها ومدلاًّ عليها ممّا يدلّ على شغفه وولعه المفرط ونظره البعيد لإحياء هذا التراث الثرّ وتخليده للأجيال القادمة وتعريفه للعالم العربيّ والإسلاميّ على حدٍّ سواء خشية الانطمار والاندراس ، فإنّ الأدب الشيعيّ قلّما يتوجّه إليه من غير أبناء طائفته وإن أصبح ـ ويا للأسف ـ شبه المهجور حتّى في المجتمع الشيعيّ في حاضرنا هذا.
فإنّ تعريف العلاّمة للأدب الشيعيّ وعرضه وإطراء الأدباء وذوي الخبرة والتحقيق عليه من غير أبناء الطائفة لدليلٌ على الأدب الرفيع الذي يحمله هذا الكتاب من شعراء الشيعة.
وقد جهّز كتاب الغدير قوافل الأدب يحدوها الشعر الشيعيّ على مرِّ الحقب ، فقد جاء شعراء الغريّ لعلي الخاقاني إثر الغدير ، كما اندفع إثرهما متَّبعاً آثارهما أدب الطفِّ للسيِّد جواد شبَّر ليعرِّف كلُّ منهما على شاكلته الأدب الشيعيّ الرفيع ومنطقه الأبيّ المنيع.