المناظرة الشعرية في الغدير :
لقد حفل كتاب الغدير بذكر الشعر والشعراء وقد توسّع في ذلك إلى غير الشيعة ممّن تأثَّروا بيوم الغدير فنظموا القصائد وألَّفوا الكتب وقد طفح هذا الكتاب بالأدب الشِّيعيّ أدباً ثرّاً غنيّاً ذا فصاحة وبلاغة فائقاً عذباً سلساً سلسالاً جزلاً غزيراً بأسمى المعاني وأجمل الألفاظ وأروع البيان من فنون الأدب ولابدّ لنا أن نشير هنا إلى جهود العلاّمة رحمهالله ومجهوده الذي قدّمه من عرض الأدب ، الشيعيّ عرضاً رائعاً رائقاً يركن إليه كلُّ من كان له ولو أقلّ معرفة بالأدب أو مذاقاً أدبيّاً.
هذا وإن كان العلاّمة قد اقتصر على ذكر الشعراء الّذين تناولوا ذكر الغدير حسب منهجيته الّتي ابتناها من أوّل الكتاب ، ولكن للحقِّ والحقُّ أقول إنَّه رحمهالله قد تناول أشعارهم التي جاءت منها في عموم فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام وسائر أهل بيت الرسالة عليهمالسلام من ذكر مناقبهم ومصائبهم وما جرى عليهم من ظلم واستئصال ، وكثيراً مانرى كتاب الغدير متوجِّعاً ومتفجِّعاً ومتألِّماً ومتأثِّراً لقضيِّة الحسين عليهالسلام وذكر يوم الطفوف وما جرى على أبي الأحرار ريحانة المصطفى وثاني سبطيه(صلى الله عليه وآله) ، كما ذكر من أشعارهم ما فيه من وعظ وأخلاق وما احتواه من علاقاتهم الاجتماعية.
ثمّ إنَّ ذكر الغدير ولو ببيت واحد من قصيدة لاتمتُّ إلى الغدير بصلة إلاّ كذكر يمرُّ به الشاعر أو كربط تاريخيّ في بضع أبيات ، أو ذكر شعراء غير