البأس ، وقس على هذا شعر نظرائهم من شعراء الجاهلية.
وإنّ ما ورد من قصَّة أمرىء القيس مع علقمة الفحل فما هو إلاّ أن أنشد كلّ واحد منهما قصيدةً على حدة في وصف الخيل على رويٍّ واحد وإليك مطلع قصيدة إمرىء القيس :
خليليّ مرّا بي على أمِّ جندبِ |
|
لنقضي حاجات الفؤاد المعذّبِ |
ومطلع قصيدة علقمة :
ذهبت من الهجران في كلِّ مذهب |
|
ولم يك حقّاً كلُّ هذا التجنُّبِ |
فتحاكما بهما إلى أمِّ جندب زوجة إمرئ القيس فحكمت لعلقمة في قوله :
فأدركهنَّ ثانياً من عنانه |
|
يمرُّ كمرِّ الرائح المتحلِّبِ |
وفضّلته على قول إمرئ القيس في قوله :
فللسوط ألهوبٌ وللسّاق درَّةٌ |
|
وللزجر منه وقع أهوج منعبِ(١) |
فلم نلمس فيهما أيّ مساجلة ومناظرة من ردِّ رأي أو إفحام خصم.
هذا وإنَّ كلّ ما كان يدور في سوق عكاظ ماهو إلاّ عرض للشعر واختيار الأفضل منه ليكون من المعلّقات.
وإنّ ما جاء من الاعتراض على شعر حسّان في قوله :
لنا الجفنات الغرُّ يلمعن بالضُّحى |
|
وأسيافنا يقطرن من نجدة دما(٢) |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) خزانة الأدب ٢ / ٢٦٧.
(٢) خزانة الأدب ٨ / ١١١ و ١١٢.