أشعر الأوّلين والآخرين» (١).
وكفاه فخراً وشرفاً حبُّه وولاؤه لأهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، إذ كان ينتصر بهم ولهم ، فكانوا ملاذه ومأواه وخير من سدّده ورعاه وأيَّده وحباه ووجّهه وهداه ، فكثيراً ما اعتنى أئمّة أهل البيت عليهمالسلام به وبشعره ، فكانوا يؤيِّدونه ويقوّمون شعره تارةً أو يزوِّدونه من المعاني أدقّها وأرقاها وأحمدها وأنقاها ، هذا كلّ ما نراه وندركه من حياة هذا الشاعر العملاق والأديب اللوذعيّ الفذّ.
هذا وإنّ ما جاء من كلام الجاحظ في شأن الكميت بن زيد حيث تناقلته كتب الأدب والتراجم في مقام المدح والثناء على شاعرنا اللبيب هو قوله : «ما فتح للشيعة الحِجاج إلاّ الكميت بقوله :
فإن هي لم تصلح لحيٍّ سواهم |
|
فإنّ ذوي القربى أحقُّ وأوجب |
يقولون لم يورث ولولا تراثه |
|
لقد شركت فيهم بكيل وأرحب» (٢) |
وهو كلام تخامره العصبية الطائفية ويشوبه الاستهجان والاستخفاف بمنهج الشيعة القويم ومنطقها العليم ، حيث ظهرت على فلتات لسان الجاحظ تذمّره من تاريخ الشيعة اللامع بالإباء وإنكاره لمواقفهم الراسخة في إحقاق كلمة الحقّ ودحر كلمة الباطل منذ عهد السقيفة وحتّى يومنا هذا ، حيث ظهرت المباحث العلمية وكشفت النقاب عن التاريخ المزيّف والحقيقة المجهولة ، وقد وجم القوم عن الردِّ وعجزوا عن الصدّ ، فقلبوا لنا ظهر المجن بإثارة الفتن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الغدير ٢ / ١٩٥.
(٢) الغدير ٢ / ١٩١.