والشعراء إلى الالتزام بموازين الشريعة السمحاء وبثِّ روح الإيمان والإخاء وأعمال الخير ، وكلّ ما يدلّ على سبل الخير والفلاح والعبودية والإيمان بالآخرة والإحساس بعظم المسؤولية وخطرها.
فلذلك كان رسول الله(صلى الله عليه وآله) يرتجز بشعر عبد الله بن رواحة أو عامر ابن الأكوع ـ على اختلاف الرواية ـ في يوم الخندق وهو يحمل التراب وقد وارى شعر صدره :
لاهمّ لولا أنت ما اهتدينا |
|
ولا تصدّقنا ولا صلّينا (١) |
... الخ.
وكما أبدى ارتياحه لشعر كعب بن زهيرلمّا أنشده لاميّته المعروفة والتي مطلعها :
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول |
|
متيّمٌ إثرها لم يفد مكبول |
إلى أن قال :
إنّ الرسول لنورٌ يستضاء به |
|
وصارمٌ من سيوف الهند مسلول |
فقال الرسول(صلى الله عليه وآله) : من سيوف الله (٢).
فإنَّ إبداله(صلى الله عليه وآله) (الهند) بـ : (الله) لدليل على علمه(صلى الله عليه وآله) بأوزان الشعر ومجاري الكلام ، وهو سيّد الكلام وأفصح من نطق بالضّاد ، وكذلك يتبيّن لنا هذا المعنى جليّاً في ردّه(صلى الله عليه وآله) على أبي سفيان يوم أحد لمّا رأى رسول الله(صلى الله عليه وآله)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الغدير ٢ / ٦.
(٢) الغدير ٢ / ٦.