المقام الثاني : في القرائن الدّالّة على وثاقة النخعي :
قد اتّضح ممّا قدّمناه في المقام السابق أنّ موسى بن عمران النخعي وإن كان مهملا في كتب الرجال كما ادّعاه المجلسي في الملاذ إلاّ أنّ هناك عدّة من القرائن والشواهد التي إذا ضممنا بعضها إلى بعض ـ وأنْ يوجد فيها ما يكون مبنائيّاً ـ يثبت أنّه لا يقلّ ذلك عن النصّ على وثاقته إن لم يزد عليه ، بل لا يشكّ أحد في جلالته ورفعة مقامه ، بل نطمئنّ بأنّه غنيّ عن التوثيق صريحاً ، سيّما إذا عرفنا دأب الرجاليّين من الإماميّة من أنّهم يذكرون في كتبهم أو فهارسهم من كان له تصنيف أو تأليف في مجال الفقه والحديث ولم يذكروا الآخرين ، بينما الرجل المبحوث عنه لم يصنف كتاباً بشأن الروايات الناقلة لها الدالّة على حسنه وكماله. وكيف كان نذكر في ما يلي القرائن التي يستكشف منها علوّ قدره وعظمته :
١ ـ إكثار رواية بعض الأجلاّء عنه ، فقد روى عنه أبو الحسين محمّد ابن جعفر الكوفي الأسدي ـ ويقال له أيضاً : محمّد بن أبي عبدالله ـ ما يقرب من خمسين رواية في الوسائل واعتمد عليه.
٢ ـ ما قاله العلاّمة المامقاني رحمهالله بشأن الراوي في تنقيح المقال وإليك لفظه :
« ... وفي روايته لها دلالة واضحة على كونه إماميّاً صحيح الاعتقاد ، بل في تلقين مولانا الهادي عليهالسلام مثل هذه الزيارة المفصّلة المتضمّنة لبيان مراتب