مَنضُود) به (طلع منضود) فيقول لهم عليهالسلام : «إنّ القرآن لا يهاج اليوم ولا يحوّل».
كما جاء هذا في سيرة أولاده المعصومين عليهمالسلام أيضاً ، فقد قرأ رجل على الإمام الصادق عليهالسلام حروفاً من القرآن ليس على ما يقرؤوها الناس ، فقال أبو عبدالله الصادق عليهالسلام : «مه مه كفّ عن هذه القراءة ، اقرأ كما يقرأ الناس».
ولا يستبعد أن يكون هذا هو سِرّ إِسْرار رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى الإمام عليّ عليهالسلام دون غيره من الصحابة حينما اختلف ابن مسعود مع غيره في عدد آيات بعض السور وسؤالهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك ، وإرجاعهم إلى الإمام عليّ عليهالسلام لأخذ الجواب ، وقول الإمام عليهالسلام لهم : يأمركم أن تقرؤوا كما علّمتم.
فالإمام عليهالسلام كان لا يسمح لأحد بالتشكيك في هذا القرآن ، ومعناه سعيه للحفاظ على وحدة الصفّ وعدم السماح للأجنبي للدخول في الصفّ الإسلامي.
إذ لو كان الإمام عليهالسلام يريد التشكيك في القرآن كما يتّهمه بعض الناصبة لقال للذين رفعوا المصاحف يوم التحكيم : كيف تُحكّمون قرآناً أشكّ فيه.
لكنّه لم يقل هذا ، بل قال عكسه للذين يريدون الفتنة : «لا يهاج القرآن اليوم ولا يحوّل» ، ومعنى كلامه بأنّه قبل بهذا المصحف فكان عليهالسلام يتلو فيه ويصلّي هو ـ وأولاده المعصومون ـ بسوره وآياته ، ولا يرتضي الصلاة بما يخالف الموجود فيه من القراءات الشاذّة. وهذا هو رأي جميع فقهاء الإمامية اليوم تبعاً لأئمّتهم.