أشخاص غير معصومين ومتعدّدين ، وقد يكونون مختلفين في الرأي وهو الحال ، يشكّك في حجية الكتاب العزيز ، ويعني تعدّدية أحرف القرآن ، في حين أنّ الأئمّة من أهل البيت عليهمالسلام أَكَّدوا بأنّ القرآن واحد نزل من عند الواحد على لسان واحد(١) وهو يُخَطَّئُ القول بالأحرف السبعة.
فالذي أذهب إليه أنّ الخلفاء رغم جهودهم في جمع الأُمّة على مصحف واحد ، لم يفلحوا ، بل إنّ فلاح الأُمّة ونجاحها جاء من خلال إقرار الصحابة لهذا المصحف وقولهم بتواتر القرآن ، وعدم مخالفة هؤلاء الصحابة له.
فالصحابة عموماً والإمام عليّ عليهالسلام على وجه الخصوص قبلوا بالمصحف الرائج ، ولم يجاهروا بالمخالفات البسيطة بينهم وبين المصحف ، بل استشهد الإمام عليّ عليهالسلام بآيات ذلك المصحف الشريف كما استشهدت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام والإمامان الحسن والحسين عليهماالسلام بآياته أيضاً رغم خلافهم للنهج الحاكم في كلّ شيء وعلى رأس ذلك الخلاف في تفسير القرآن وتأويله.
إذن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام برغم كلّ هذا الإجحاف بحقّه ، وانتهاجهم منهجاً خاطئاً في رسم القرآن وجمعه ، تراه يؤكّد على لزوم القراءة بالمصحف الذي يقرأ به الناس ، ولا يرتضي به بديلاً ، بل يقف أمام الآخرين الذين يريدون استغلال الخلاف بينه وبين الخلفاء طالبين منه عليهالسلام أن يغيّر (وَطَلْح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) أنظر الكافي ٢ / ٦٣ ، باب النوادر/ ح ٣. وليس في الحديث : على لسان واحد ، شرح أصول الكافي ١١ / ٧٧ ، باب النوادر/ح ١٣.