القرآن ، في حين عرفت أنّ ذلك ما هو إلاّ تفسير للقرآن حسب النزول ، وبيان للمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ من الآيات ، فهو قرآن علم لا قرآن ذكر وتلاوة وصلاة.
وإنّ وجود هذا المصحف عند أهل البيت عليهمالسلام يُشير إلى المكانة العلمية لأهل البيت عليهمالسلام ، وهو المَعْنِيّ من قول الباقر عليهالسلام : «ما يستطيع أحد أن يدّعي أنّ عنده [علم] جميع القرآن كلّه ظاهره وباطنه غير الأوصياء»(١).
فالإمام الباقر عليهالسلام وضّح بأنّ هذا المصحف ما هو إلاّ مصحف علم وتفسير لأنّ فيه جميع القرآن ظاهره وباطنه تنزيله وتأويله.
وقد أكّد العلاّمة الطباطبائي هذا المعنى أيضاً عند شرحه لهذا الحديث بقوله : « ... لكن تقييدها بقوله (ظاهره وباطنه) يفيد بأنّ المراد هو العلم بجميع القرآن من حيث معانيه الظاهرة على الفهم العادي ومعانيه المستنبطة على الفهم العادي»(٢).
والأصرَح من كلّ ذلك قوله عليهالسلام عن علاقته برسول الله(صلى الله عليه وآله) : «وكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سكتّ عنه وفنيت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله آية من القرآن إلاّ اقرأنيها وأملاها عليّ ، فكتبتها بخطّي وعلّمني تأويلها وتفسيرها ، وناسخها ومنسوخها ، ومحكمها ومتشابهها ، وخاصّها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي ١/٢٢٨/ح ٢ ، بصائر الدرجات/٢١٣ ، الباب ٦/ح ١.
(٢) الكافي ١/٢٢٦ ، الهامش.